قوله تعالى:{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ ( 71 ) وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ ( 72 ) وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ} .
ذلك توبيخ لمشركي قريش والذين على شاكلتهم من الكافرين والمنافقين .وهؤلاء جميعا يقول لهم الله جل جلاله: أو لم يعلم هؤلاء المكذبون الغافلون ما خوَّلناهم من النعم وما مننّا به عليهم من مختلف الأرزاق والمنافع .وهو قوله:{أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا} أي خلقنا لهم مما تولينا إحداثه ولم يقدر غيرنا أن يُحْدِثه{أَنْعَامًا} أي خلقنا لهم الأنعام من إبل وبقر وغنم{فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ} أي خولناهم امتلاكها والتصرف فيها تصرّف الملاك .وقد خصّ الأنعام بالذكر ؛لأنها كانت جلَّ أموالهم .