قوله:{بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ} أضرب عن كلامهم المستنكر ،وأخبر بأن محمدا صلى الله عليه وسلم قد جاء بالحق من ربه ؛إذ آتاه القرآن العظيم وهو ليس بالشعر ولا بغيره من ضروب الكلام ولكنه النظم الفريد المميَّز الذي لا يضاهيه في النظم كلام .
قوله:{وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ} جاء محمد صلى الله عليه وسلم مصدقا للنبيين من قبله .وقد أمر أمته أن يؤمنوا بالنبيين والمرسلين جميعا وأن لا يُفَرِّقوا بين أحد منهم كما يفعل الظالمون من أهل الكتاب ؛إذْ فرّقوا في الإيمان بين النبيين ،فآمنوا ببعضهم وكفروا بآخرين جريا وراء أهوائهم وضلالاتهم وما مَرَدوا عليه من التعصُّب والجنوح للاعوجاج .
والظالمون من أهل الكتاب قد ضلوا أفظع ضلال باتفاقهم على تكذيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وتمالئهم عليه وعلى دينه وقرآنه وأمته ليضعفوهم أو يذلوهم أو يبيدوهم إن استطاعوا .