قوله:{وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ}{وَحْدَهُ} ،منصوب على المصدر .وقيل: على الحال{[3983]}
والمعنى: إذا أُفرد الله وحده بالذكر وقيل: لا إله إلا الله{اشْمَأَزَّتْ} أي انقبضت أو نفرت واستنكرت قلوب المشركين المكذبين بيوم الدين .وذلك هو دأب الظالمين المشركين المكذبين بيوم الدين ؛فإنهم لا يَبَشّون بذكر الحق والإسلام في عقيدته السليمة وتشريعه الكامل .إنهم إذا ذكر الحق أو الإسلام انقبضت قلوبهم فاغتموا واغتاظوا ونفروا نفورا وذلك لسوء طبائعهم وفساد فطرهم التي أُشربت الشرك والضلال والباطل .
قوله:{وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} إذا ذكرت آلهتهم المزعومة المصطنعة على اختلاف أجناسها ومسمياتها فإنهم يبتهجون بها ويفرحون وتغشاهم غاشية من الهشاشة لفرط ابتهاجهم بتلك الآلهة المكذوبة المفتراة .إن ذلك لهو دأب المشركين الضالين في كل زمان .أولئك الذين يغتاظون بذكر الله وحده أو ذكر دينه الإسلام .لكنهم يفرحون ويَهَشّون بذكر ما ابتدعوه من آلهة مكذوبة أقزام يقدسونها تقديسا ويعبدونها وتعلو وجوههم بذكرها غمرة من البشاشة والسرور .أولئك هم الجاحدون الضالون السفهاء في كل زمان ؛الذين ينفرون جامحين من الحق ويستبشرون فرحين بالباطل{[3984]} .