ثم تعاود الآية قضية التأكيد على فظاعة الكافرين الظالمين باستحالة المغفرة لهم وأن طريقهم سيؤول بالقطع إلى جهنم فيقول سبحانه: ( إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا ) وهذه جريمة مزدوجة أخرى تتألف من كفر وظلم .والكفر هو الجحود والتنكر ،أما الظلم فيأتي في القرآن بمعنى الشرك ،وهو يأتي منسجما مع مفهومه في اللغة ،وهو وضع الشيء في غير محله ،فالذين ظلموا لا جرم أن ظلمهم- كيفما كان- لهو وضع للشيء في غير محله ،وهؤلاء قد أوقعوا أنفسهم والآخرين في مغبة الظلم .وعلى ذلك فإن الله لا يغفر لمثل هؤلاء ( ولا ليهديهم طريقا ) أي أن هؤلاء الكافرين الظالمين الذين رفضوا منهج الله وأبوا أن يهتدوا لا يستأهلون طريق الهداية والرشاد .