قوله:{فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا} لما جاءهم موسى برسالة التوحيد ودين الحق من عند الله استكبروا وعتوا عتوا وقالوا في طغيان ولجوج:{اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ} أمر قومه وجنوده المجرمين وجنوده المجرمين بقتل أبناء بني إسرائيل واستبقاء بناتهم .وهذا قتل آخر غير القتل الأول الذي أمر فرعون بإنزاله ببني إسرائيل بعد أن أنذرته الكهنة بزوال ملكه على يد مولود من بني إسرائيل .وذكر عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قوله في ذلك: أعيدوا عليهم القتل كالذي كان أولا .يريد بذلك أن هذا القتل غير القتل الأول .
قوله:{وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ} أي أن كيد هؤلاء الطغاة المجرمين ومكرهم الظالم ببني إسرائيل ؛إذْ قتلوا أولادهم الذكور واستحيوا نساءهم ،إنْ هو إلا عبث لا يغنيهم وهو باطل لم يُجْدهم نفعا ولم يدفع عنهم قدر الله بهلاكهم مغرقين في البحر .وبذلك قد ذهب كيد فرعون وانقضى فكان ضربا من المكر الخبيث الضائع الذي لا يغيِّر قدرا لله مسطورا في علمه القديم .ومضت سنة الله بتدمير الباطل وأهله واستعلاء الفئة المؤمنة المستضعفة من بني إسرائيل .