قوله:{وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ} لا يستوي من كان غافلا عن جلال الله وعظيم قدره وعن حقيقة البعث والمعاد ،ومن هو مؤمن بأن الله حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها ؛فهو ذو بصيرة يدرك بها الحق والصواب .وبذلك شَبَّهَ المؤمن المستيقن المتذكر بالبصير الذي يمشي مهتديا لا يضل ولا يتعثر .
قوله:{وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ولاَ الْمُسِيءُ} لا: زائدة للتوكيد ؛لأنه لما طال الكلام بالصلة أعاد معه{وَلاَ} توكيدا{[4028]} والمعنى: أن المؤمنين الذين يعملون الصالحات محسنون ،وخلافهم الكافرون الفجار وهم مسيئون ،ولا يستوي الفريقان{قَلِيلاً مَا تَتَذَكَّرُونَ}{قليلا} صفة لمصدر محذوف ؛أي تذكُّرًا قليلا تتذكرون .و{مَّا} صلة زائدة .وذلك هو دأب الإنسان في طول غفلت وكثرة إعراضه عن الحق وسرعة إقباله على الشهوات ومتاع الدنيا .