قوله:{ولماّ جآءهم الحق قالوا هذا سحر} لما جاء القرآن قريشا قالوا في عتوّ واستكبار واستسخار: هلا أنزل هذا القرآن على رجل عظيم من أهل إحدى القريتين وهما مكة والطائف المراد بالرجلين الوليد بن المغيرة عم أبي جهل وهو من مكة . أما الذي من الطائف فهو أبو مسعود ،عروة بن مسعود الثقفي .وكان ابن المغيرة يقول في اغترار وصلف: لو كان ما يقوله محمد حقّا لنزل علي أو على أبي مسعود .لا جرم أن ما يقولونه باطل وهم يعلمون في أنفسهم أنهم مبطلون .وما كانت أمنيتهم هذه إلا هراء وضربا من الثرثرة الفارغة واللغط الأعمى .وهم في أعماقهم موقنون أن محمدا صلى الله عليه وسلم مرسل من ربه وأنه الصادق الأمين الذي ما كذب طيلة حياته البتة .فما قاله المشركون إن هو إلا زور ومنكر أفرزته قلوبهم المضطغنة الغلف .