قوله تعالى:{إن شجرت الزقوم 43 طعام الأثيم 44 كالمهل يغلي في البطون 45 كغلي الحميم 46 خذوه فاعتلوه إلى سوآء الجحيم 47 ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم 48 ذق إنك أنت العزيز الكريم 49 إن هذا ما كنتم به تمترون} .
ذلك وعيد من الله مرعب للمجرمين الخاسرين من عباده الذين ضلوا في حياتهم الدنيا فسلكوا سبيل الشيطان واتبعوا الباطل والشهوات .أولئك قد أعد الله لهم يوم القيامة من ألوان العذاب ما تعجز عن وصفه وتبيانه كلمات البشر .لكن كلمات الله العليا التي نزل بها الوحي لهي تحمل في مضمونها للأذهان معاني العذاب الشديد .يضاف إلى ذلك هذا النظم الرباني المميز بعجيب ألفاظه المصطفاة ،وحروفه الساحرة النافذة المختارة ،وما يجلل ذلك كله من روعة الأسلوب وجمال الإيقاع والنغم .لا جرم أن ذلك كله يفضي للنفاذ إلى صميم القلب فيفزع ويوجل ،وإلى الخيال فيأخذه الدهش والبهر ،إن ذلكم لهو الإعجاز .
قوله:{إنّ شجرت الزقوم} هي شجرة خبيثة الطعم والثمر ،خلقها الله في جهنم وسماها الشجرة الملعونة وجعلها طعاما للظالمين والفاسقين في النار ،فهي{طعام الأثيم} .