قوله:{ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات} معطوف على قوله:{ليدخل} يعني وليعذب النافقين والمنافقات الذين يتكلفون المودة ويصطنعونها في الظاهر اصطناعا فيظهرون لرسول الله والمؤمنين الإسلام ويخفون في أنفسهم الضغينة والكفر ويتربصون بالإسلام والمسلمين الدوائر .وكذلك يعذب الله المشركين والمشركات الذين يحادون الله ورسوله ويصدون الناس عن دين الله ،أولئك جميعا سيعذبهم الله ،بقهرهم وكبتهم وإذلالهم ،وبإظهار الحق عليهم وإعلاء شأن الإسلام والمسلمين في الآفاق ليذوقوا في أنفسهم مرارة الهوان والاغتمام .
قوله:{الظانّين بالله ظن السّوء} وذلك وصف للفريقين من أهل النفاق والشرك الذين كان ظنهم أن النبي والذين آمنوا معه لن يرجعوا إلى المدينة بل يستأصلهم المشريكون فلا تبقى منهم باقية .وذلك هو السوء من ظنهم الخبيث الكاذب{عليهم دائرة السّوء} و{السوء} معناه العذاب والهلاك ،أي تحيق بهم دائرة العذاب والهوان والخسران في الدنيا حيث الذل والهزيمة والقهر ،وفي الآخرة حيث النار وبئس القرار .
قوله:{وغضب الله عليهم ولعنهم} لقد نالهم الله بمقته الشديد وأبعدهم من رحمته وفضله{وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا} أعد الله لهم النار يوم القيامة ليصلوها وساءت لهم منزلا مقاما يصيرون إليه .