{وَيُعَذّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ} من الذين يبطنون الكفر ويظهرون الإيمان ،ليحوّلوا المجتمع الإسلامي إلى مجتمعٍ قلقٍ مرتبكٍ ،{وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ} الذين رفضوا وحدة العبادة ووحدة الألوهية وساروا في خط الشرك الذي يضع الأصنام الحجرية والبشرية في موقع يقرّبها من موقع الألوهية بطريقةٍ أو بأخرى ،{الظَّانّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْء} فلا ينظرون إلى قضية الإيمان بالله نظرة معرفة بكونه ينصر عباده ويلطف بهم ويرحمهم ويفتح لهم أكثر من نافذة للنصر والتوفيق والتسديد ،بل ينظرون إليه نظرة سلبية ويرون فيه معنى الخذلان الذي يفكرون بوقوعه على المؤمنين .
{عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْء} التي تقع عليهم ،وتحيط بهم ،وتدفعهم إلى أن يعيشوا القبح الروحي في نفوسهم في الداخل ،والقبح المادي في ما يتخبطون به من خبائث الأقوال والأفعال والأوضاع العامة والخاصة .
{وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} لأنهم مارسوا الخطيئة والجريمة التي تستتبع غضبه ،{وَلَعَنَهُمُ} فأبعدهم عن رحمته لأنهم ابتعدوا عن ساحاتها ،{وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ} وهي المكان الطبيعي للمنافقين والمشركين ،{وَسَآءتْ مَصِيراً} لأنها مصير سيّىء للساكنين فيها بما فيها من جحيم النار والعذاب .