قوله تعالى:{إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا 8 لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقّروه وتسبحوه بكرة وأصيلا 9 إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما} .
ذلك إخبار من الله عن رسوله الأعظم صلى الله عليه وسلم إذ أرسله الله للعالمين ليدعوهم إلى عقيدة التوحيد وإفراد الله بالإلهية والربوبية وليرشدهم إلى صراط الله المستقيم .إلى دين الإسلام الكامل العظيم .لا جرم أن محمدا صلى الله عليه وسلم خير الأنام وهادي البشرية إلى النجاة والأمان ،ومستنقذهم من الباطل والتعثر والتخبط في ديجور الظلام .وكفى به صلى الله عليه وسلم أن يشهد له ربه بمثل هذه الحقيقة ،وهو قوله:{إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا} هذه الأسماء الثلاثة ،شاهدا ومبشرا ونذيرا ،منصوبات على الحال{[4254]} .
يعني: أرسل الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم شاهدا على الأمة يوم القيامة بما فعلته في الدنيا .وقيل: يشهد للعالمين أنه لا إله إلا الله{ومبشرا} أي يبشر المؤمنين المطيعين الذين أخلصوا دينهم لله ،بالجنة والرضوان{نذيرا} يحذر العصاة والناكبين عن صراط الله ،العذاب وسوء المصير .