قوله تعالى:{إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً} .
بين جل وعلا في هذه الآية الكريمة ،أنه أرسل نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم شاهداً ومبشراً ونذيراً .
وقد بين تعالى أنه يبعثه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة شاهداً على أمته ،وأنه مبشر للمؤمنين ومنذر للكافرين .قال تعالى في شهادته صلى الله عليه وسلم يوم القيامة على أمته{فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هؤلاء شَهِيداً} وقوله تعالى:{وَيَوْمَ نَبْعَثُ في كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤلاءِ} [ النحل: 89] .
فآية النساء وآية النحل المذكورتان الدالتان على شهادته صلى الله عليه وسلم يوم القيامة على أمته تبينان آية الفتح هذه .
وما ذكرنا من أنه مبشر للمؤمنين ونذير للكافرين أوضحه في قوله تعالى:{فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلَسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً} [ مريم: 97] .
وقد أوضحنا هذا في أول سورة الكهف ،وما ذكره جل وعلا في هذه الآية الكريمة ،ذكره وزيادة في سورة الأحزاب في قوله تعالى:{يا أَيُّهَا النبي إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً} [ الأحزاب: 45- 46] .
وقوله هنا:{إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً} حال مقدرة .وقوله: مبشراً ونذيراً كلاهما حال معطوف على حال .