قوله تعالى:{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شيء قَدِيرٌ} .
تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه معنى تبارك ،وذكر أقوال المفسرين واختلافهم في معناها .ورجّح أنه بحسب اللغة والاشتقاق أنه تفاعل من البركة ،والمعنى: تكاثرت البركات والخيرات من قبله ،وهذا يستلزم عظمته وتقديسه ..إلخ .
ثم ذكر تنبيهاً في عدم تصريفها واختصاصها بالله تعالى .وإطلاق العرب إياها على الله تعالى .
وقال في إملائه: الذي بيده الملك .أي نفوذ المقدور في كل شيء يتصرف في كل شيء بما يشاء لا معقب لحكمه ا ه .
والتقديم للموصول وصلته هنا بالصفة الخاصة به تعالى ،وهي قوله تعالى:{تَبَارَكَ} يدل على عظمة الموصول .
ويدل له قوله تعالى:{فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شيء وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [ يس: 83] ،لأن التقديم بالتسبيح وهو التنزيه يساوي التقديم بقوله تعالى:{تَبَارَكَ} ،والموصول بعد التسبيح بصلته كالموصول بعد} تبارك{وصلته سواء بسواء ،وهذا يؤيد ما ذكره الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في إملائه .والله أعلم .
وقد تقدمت الإشارة إلى الفرق بين الملك والمالك عند قوله تعالى:{الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ} [ الحشر: 23] ،وهنا تجتمع الصفتان ،فالذي بيده الملك وملكوت كل شيء هو المالك له الملك عليه ،وهو رب العالمين سبحانه .