قوله:{فتولى بركنه وقال ساحر أو مجنون} ركنه أي جنده وملئه ومنعته .يعني أعرض فرعون مدبرا متعززا بعساكره ومنعته وما لديه من عزة وسلطان .وقيل: تولى بجموعه الكثيرة من الأجناد والعشيرة والأعوان{وقال ساحر أو مجنون} وهذه حيلة الظالم المتعجرف الفارغ الذي ليس في جعبته شيء من دليل أو حجة إلا المعاندة والغرور والانتفاش الموهوم .فلم يبرح هذا الطاغوت الشقي حتى قذف كليم الله موسى بالسحر لما أجراه الله على يديه من المعجزات ،أو الجنون ،وهو النبي العالم الفطن .وذلكم ضلال فاضح واستكبار صارخ لا يجدي أمامه إلا العقاب النازل من عند الله ليحل بالطغاة المجرمين .وقد كان ذلك .وهو قوله سبحانه:{فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليمّ وهو مليم} .