قوله:{تجري بأعيينا} أي تجري السفينة وسط المياه العظيمة المائجة المضطربة{بأعيننا} أي بحفظنا وكلاءتنا ،وعلى مرأى منا فلا يمسهم سوء ولا أذى .وهذه واحدة من معجزات كونية مقدورة قد كتبها الله لتنجيه الفئة القليلة من المؤمنين .وذلكم النصر يكتبه الله لعباده المؤمنين المتقين الصابرين الذين تحيط بهم الشدائد والمخاوف والمكاره من كل جانب ،وهم بالرغم من كل ذلك سائرون على هدى من الله ،ما ضون على طريقه المستقيم ،يدعون الناس إلى منهج الله القويم ،ثابتين صابرين غير مرتابين ولا مترددين .
قوله:{جزاء لمن كان كفر} جزاء ،منصوب على أنه مفعول لأجله .أي فعل الله بقوم نوح ما فعل من التغريق والاستئصال بالطوفان ،عقابا لهم على كفرهم بالله وجحودهم آلاءه ونعمه وتكذيبهم ورسوله ،وصدهم عن سبيله صدودا .