ويشير سبحانه إلى لطف عنايته للسفينة المخصّصة لنجاة نوح ( عليه السلام ) حيث يقول سبحانه ( تجري بأعيننا ) أي أنّ هذه السفينة تسير بالعلم والمشيئة الإلهيّة ،وتشقّ الأمواج العالية بقوّة وتستمر في حركتها تحت رعايتنا وحفظنا .
إنّ التعبير ( بأعيننا ) كناية ظريفة للدلالة على المراقبة والرعاية للشيء ويتجسّد هذا المعنى بوضوح في قوله تعالى في الآية ( 37 ) من سورة هود: ( واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ) .
بعض المفسّرين ذهبوا إلى أنّ المقصود من ( تجري بأعيننا ) هو الإشارة إلى الشخصيات المهمّة التي كانت على ظهر السفينة ،وبناءً على هذا فإنّ المقصود من قوله تعالى: ( تجري بأعيننا ){[4865]} أنّ تلك السفينة كانت تحمل عباد الله الخالصين المخلصين ،ونظراً لطبيعة الموارد التي استعمل فيها هذا التعبير في الآيات القرآنية الأخرى فإنّ الرأي الأوّل هو الأصحّ .
ويحتمل أيضاً أنّ المراد بجملة ( بأعيننا ) هو الملائكة التي كان لها الأثر في هداية سفينة نوح ( عليه السلام ) ،ولكن هذا الرأي ضعيف أيضاً لسبب أعلاه .
ثمّ يضيف تعالى: ( جزاءً لمن كان كفر ){[4866]} .
نعم إنّ نوح ( عليه السلام ) كسائر الأنبياء الإلهيين يعتبر نعمة إلهيّة عظيمة وموهبة من مواهبة الكبيرة على البشرية ،إلاّ أنّ قومه الحمقى كفروا به وبرسالته{[4867]} .