ثمّ يقول سبحانه وكنتيجة لهذه القصّة العظيمة موضع العظّة والاعتبار: ( ولقد تركناها آية فهل من مدّكر ) .
والحقيقة أنّ كلّ ما كان يستحقّ الذكر في هذه القصّة قد قيل ،وكلّما ينبغي للإنسان الواعي المتّعظ أن يدركه فهو موجود .
واستنادا إلى هذا التّفسير المنسجم مع الآيات السابقة واللاحقة ،فإنّ الضمير في ( تركناها ) يرجع إلى قصّة الطوفان وماضي نوح ( عليه السلام ) ومخالفيه .ولكن البعض يرى أنّ المراد هو ( سفينة نوح ) لأنّها بقيت مدّة من الزمن شاخصة لأنظار العالم ،وكلّما يراها أحد تتجسّد أمامه قصّة الطوفان الذي حلّ بقوم نوح ( عليه السلام ) .ومع علمنا بأنّ بقايا سفينة نوح ( عليه السلام ) كانت حتّى عصر الرّسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كما أنّ البعض من المعاصرين ادّعى رؤية بقاياها في جبال ( آرارات ) في القفقاز ،عندئذ يمكن أن يكون المعنيان مقصودين في الآية الكريمة .
ولهذا فإنّ قصّة نوح ( عليه السلام ) كانت آية للعالمين ،وكذا سفينته التي بقيت ردحاً من الزمن بين الناس{[4868]} .