قوله تعالى:{وَلَقَدْ تَّرَكْنَاهَا ءايَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} .
الضمير في قوله تعالى:{تَّرَكْنَاهَا} ،قال بعض العلماء إنه عائد إلى هذه الفعلة العظيمة التي فعل بقوم نوح .
والمعنى ،ولقد تركنا فعلتنا بقوم نوح وإهلاكنا لهم آية لمن بعدهم ،لينزجروا ويكفوا عن تكذيب الرسل ،لئلا نفعل بهم مثل ما فعلنا بقوم نوح .وكون هذه الفعلة آية نص عليه تعالى بقوله{وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُواْ الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ ءَايَةً} وقوله تعالى{فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ في الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ إِنَّ في ذَلِكَ لآية وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ} [ الشعراء: 119 – 121] .
وقال بعض العلماء: الضمير في تركناها عائد إلى السفينة ،وكون سفينة نوح آية بينه الله تعالى في آيات من كتابه كقوله تعالى{فأَنْجَيْناهُ وأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَآ ءَايَةً لِّلْعَالَمِينَ} [ العنكبوت: 51] وقوله تعالى{وَءَايَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ في الْفُلْكِ الْمَشْحُون ِوَخَلَقْنَا لَهُمْ مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ} [ يس: 41 -42] .