قوله:{إنا كل شيء خلقناه بقدر} يعني: إن كل شيء من الأشياء مخلوق بتقدير الله وقضائه السابق في علمه ،المكتوب في اللوح المحفوظ قبل وقوعه .وبذلك فإن قدر الله سابق لخلقه .وقدره معناه علمه الأشياء قبل أن تقع .أي أن الله قدر الأشياء وعلم مقاديرها وأحوالها وأزمانها قبل إيجادها ،فلا يحدث شيء أو حدث في الوجود إلا وهو صادر عن علم الله تعالى وقدرته وإرادته .فقد روى الإمام أحمد عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كل شيء بقدر حتى العجز والكيس ".
وفي الحديث الصحيح:"استعن بالله ولا تعجز فإن أصابك أمر فقل: قدر الله وما شاء فعل ولا تقل: لو أني فعلت لكان كذا فإن لو تفتح عمل الشيطان "وفي حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له:"واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله لك لم ينفعوك ،ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يضروك ،جفت الأقلام وطويت الصحف ".