قوله:{يولج الليل في النهار} أي يدخل الليل في النهار بأن يأخذ من وقت الليل ويجعله في النهار ليزداد بقدر ما أخذ من الليل{ويولج النهار في الليل} أي يدخل النهار في الليل بأن يأخذ من وقت النهار ويجعله في الليل ليزداد بقدر ما أخذ من النهار .فهو بذلك يأخذ من هذا ليجعله في الآخر ،وينقص من هذا ليزداد به هذا .وبذلك يطول الليل تارة ويقصر النهار ،وتارة أخرى يقصر الليل ويطول النهار ،وتارة يعتدلان .وهو سبحانه يقلب الليل والنهار ،ويدبر شؤون خلقه بحكمته وإرادته{وهو عليم بذات الصدور} الله علام الغيوب وهو سبحانه أعلم بالأستار والأسرار وما تكنه القلوب من المقاصد والطوايا{[4456]} .