قوله تعالى:{فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابيه 19 إني ظننت أني ملاق حسابيه 20 فهو في عيشة راضية 21 في جنة عالية 22 قطوفها دانية 23 كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية} .
يبين الله في ذلك حال السعداء والأشقياء يوم القيامة .أما السعداء فإنهم حينئذ آمنون راضون محبورون .واما الأشقياء فإنهم مذعورون منكوسون منقلبون على وجوههم ،خاسرين وقد غشيهم من شدة الكرب والإياس ما غشيهم .وهو قوله:{فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابيه} وذلك لدى تسلم صحائف الأعمال والناس حينئذ واقفون واجفون وجلون .فإذا أعطي المرء كتاب أعماله بيمينه علم حينئذ أنه من أهل النجاة فانقلب إلى الناس في ذروة الفرح والسرور قائلا لهم:{هاؤم اقرؤوا كتابيه} أي تعالوا .أو خذوا{اقرؤوا كتابيه} والهاء للسكت .