قوله:{وجعل القمر فيهن نورا} جعل القمر في السماوات وهو في السماء الدنيا فجاز أن يقال فيهن وإن لم يكن في جميعهن .كما يقال: في المدنية كذا وهو في زاوية من زواياها{[4643]} .
والقمر واحد من الكواكب السيارة التي تدور في أفلاكها المقدورة من هذا الفضاء الواسع في هذا الكون الهائل العجيب .وهو بنوره الساطع ينعكس على الأرض ليبعث فيها الضياء فضلا عما يثيره في واقع البشر من ظواهر الأنس والبهجة .
قوله:{وجعل الشمس سراحا} شبهها بالسراح ،لأنها تزيل ظلمة الليل عن وجه الأرض كما يزيل سراج البيت الظلمة عما حوله .والشمس مصدر الحياة والنشاط والنمو والخير للأرض ومن عليها ،فهي تنشر في الدنيا الإشراق والضياء والدفء وغير ذلك من وجوه المنافع الكثيرة .