قوله:{يقول الإنسان يومئذ أين المفر} في هذه الأهوال الرعيبة من أحداث الكون المزلزل المضطرب في يوم القيامة وما يأتي على الوجود كله من شديد القوارع الجسام والبلايا العظام – في هذه الأجواء من غواشي الفزع والذهول والارتياع ،ينادي الإنسان نداء الذاهل المتلجلج المذعور{أين المقر} أين الملجأ والمناص ،أين الفرار من الله سبحانه .وذلك إذا أيقن أنه خاسر بسبب تفريطه في جنب الله أو أين الفرار من جهنم إذا عاينها ورآها تتأجج وتستعر .وذلك قول الكافر الخاسر لا محالة ،لما يغشاه من فرط الحسرة واليأس المطبق .وقد يقول المؤمن ذلك كذلك إذا عاين أحداث الكون المتزلزل المضطرب لا جرم أن يتملكه الدهش والفزع .