قوله:{يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم} يبشرهم ؛أي يعلمهم ،من البشارة ،وهي الخبر السار لا يعلمه المخبر به{[1742]} .والمعنى: أن الله يبشر هؤلاء المؤمنين المهاجرين في سبيل الله ؛إذ يخبرهم في هذه الدنيا برحمته لهم في الآخرة ،وبرضوانه الذي يفوق في روعته وبهجته كل تصور ،وأنه قد كتب لهم الجنة يتقلبون في نعيمها الواصب ورغدها الدائب ؛فهم ماكثون في هذا النعيم أبدا .وهو نعيم كبير أعده الله جزاء كريما لبعاده المؤمنين العاملين المجاهدين .وهو قوله:{خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم}{[1743]} .