/م19
وههنا تستشرف النفس لمعرفة هذا الفوز المجمل فبينه تعالى بقوله:{ يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم} في كتابه المنزل على لسان نبيه المرسل ، ثم على لسان ملائكته عند الموت .
{ برحمة منه} أي رحمة عظيمة خاصة من لدنه عز وجل .
{ ورضوان} أي نوع من الرضى التام الكامل الذي لا يشوبه ولا يعقبه سخط ، يدل على هذا المعنى زيادة لفظ رضوان في المبنى على لفظ رضى مع تنكيره ، ويؤيده الحديث الصحيح الآتي .
{ وجنات} تجري من تحتها الأنهار في دار الكرامة وجوار الرحمن .
{ لهم فيها نعيم مقيم} أي لهم فيهما نعيم عظيم خاص بهم دون من لم يؤمن ، ولم يهاجر هجرتهم ، ولم يجاهد جهادهم ، مقيم دائم لا يزول على عظمه وكماله الذي يدل عليه تنكير لفظه في هذا السياق أيضا .