بسم الله الرحمان الرحيم
{ الر تلك آيات الكتاب المبين}
فاتحة هذه السورة هي فاتحة سورة يونس إلا وصف القرآن بالمبين هنا وبالحكيم هنالك ، وهما في أعلى ذروة من البيان ، وأقصى مدى من الحكمة والإحكام ، اختير في كل من السورتين ما يناسبها ، فسورة يونس موضوعها أصل الدين وهو توحيد الألوهية والربوبية وإثبات الوحي والرسالة بإعجاز القرآن والبعث والجزاء وهي من الحكمة .وهذه موضوعها قصة نبي كريم تقلب في أطوار كثيرة كان قدوة خير وأسوة حسنة فيها كلها ، فالبيان بها أخص .
{ الر تلك آيات الكتاب المبين} أي آيات هذه السورة هي آيات الكتاب البين الظاهر بنفسه في حقيته وإعجازه وكونه ليس من كلام البشر ، والمظهر لما شاء الله من حقائق الدين ومصالح الدنيا ، وقال مجاهد:بين الله حلاله وحرامه ، وقال الزجاج:مبين للحق من الباطل والحلال من الحرام .تقول العرب أبان الشيء فعلا لازما بمعنى ظهر واتضح .وتقول أبان الرجل كذا إذا أظهره وفصله من غيره مما شأنه أن يشتبه به ، ويجوز الجمع بينهما هنا كما قلنا آنفا .