بسم الله الرحمان الرحيم
{الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ 1إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ 2 نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ 3} .
المفردات:
الر: هذه الأحرف التي تبدأ بها السور ،قيل: إنها أسرار علوية ،وقيل: إنها أقسام الله تعالى .أي: أقسم الله بهذه الأحرف التي ينطق بها الناس ،ويتكون منها القرآن الكريم .
وقيل: هي أسماء الله تعالى ،أو صفات .
وقيل: هي إشارات لابتداء كلام وانتهاء كلام .
وقيل: هي أسماء للسور .
وقيل: هي حروف للتحدي والإعجاز ،وبيان: أن الخلق عاجزون عن الإتيان بمثل هذا القرآن مع أنه مكون من حروف عربية هي: الألف واللام والراء ،وهم ينطقون بها ويؤلفون منها كلامهم .
وقال بعضهم بجواز اشتمال هذه الأحرف على جميع المعاني التي ذكرها العلماء في تفسيرها ،فهي أسماء للسورة ،وهي رموز لأسماء الله تعالى أو صفاته ،وهي مما استأثر الله تعالى بعلمه ،
وهي حروف للتحدي والإعجاز ...الخ .
/م1
التفسير:
1{الر ...} الآية .
هذه الأحرف قيل: هي مما استأثر الله بعلمه ،وقيل: هي حروف للتحدي والإعجاز ،وبيان: أن الخلق عاجزون عن الإتيان بمثل هذا القرآن ،مع أنه مكون من حروف عربية ينطقون بها ويكونون منها كلامهم .
وقد اشتملت هذه الفواتح في أوائل السور على ( 14حرفا ) بعد حذف المكرر منها ،واشتملت هذه الفواتح على نصف صفات الحروف ؛ففيها نصف الحروف الرخوة ،وفيها نصف حروف الاستفال ،ونصف حروف القلقلة ،وكأن الله تعالى يقول للمكذبين: جعلت من نصف هذه الحروف فواتح للسور ،وتركت لكم النصف ؛لتصنعوا من قرآنا إن استطعتم !
والسور المبدوءة بهذه الحروف 29 سورة هي: البقرة ،آل عمران ،الأعراف ،يونس ،يوسف ،الرعد ،إبراهيم ،الحجر ،مريم ،طه ،الشعراء ،النمل ،القصص ،العنكبوت ،الروم ،لقمان ،السجدة ،يس ،ص ،غافر ،فصلت ،الشورى ،الزخرف ،الدخان ،الجاثية ،الأحقاف ،ق ،القلم .
{تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} .
تلك الآيات الواردة في هذه السورة: آيات من الكتاب الواضح الظاهر في معانية وأغراضه ،المبين لحقائق الدين الحق ،ومصالح الدنيا والآخرة .