قوله:{كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية} كلا ،ردع لأبي جهل عن طغيانه وظلمه وإيغاله في الإجرام والجحود{لئن لم ينته} هذا الخاسر الكنود عما هو فيه من الإيذاء لرسول الله والاعتداء عليه{لنسفعا بالناصية} النون ،في قوله:{لنسفعا} نون التوكيد الخفيفة ،وتكتب بالألف والتنوين ،عند البصريين ،وبالنون عند الكوفيين .وهي مكتوبة في المصحف بالألف{[4836]} والمعنى: لنأخذن بناصية هذا الشقي فلنذلنّه .سفع بناصيته ،أي أخذ بها{[4837]} والناصية ،قصاص الشعر{[4838]} والمراد بالناصية شعر مقدمة الرأس .وقد خصّ الناصية بالذكر على عادة العرب فيمن أرادوا إذلاله وإهانته أخذوا بناصيته ،مبالغة في إهانته والتنكيل به .وقيل: السفع معناه الجذب بشدة .أي لنجرّنّ بناصيته إلى النار .وقيل: السفع ،الضرب واللطم .أي لنلطمن وجهه .وكل هذه المعاني نازلة بكل شقي هالك ينهى الناس عن دين الله .
ويحول بينهم وبين الأخذ بشريعة الله ،وذلك بمختلف الأساليب من التحذير والتخويف والتشكيك والصد والقهر والتعذيب .أولئك جزاؤهم يوم القيامة أن يؤخذ بنواصيهم مضمومة إلى أقدامهم ثم يقذفون في جهنم قذفا .