{قَالَ لَهُمْ مُّوسَى أَلْقُواْ مَآ أَنتُمْ مُّلْقُونَ *فَأَلْقَوْاْ حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُواْ بِعِزَّةِ فِرْعَونَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ} وهكذا أطلق موسى التحدّي ليوحي إليهم بقوّة موقفه وثقته بأن النتيجة الأخيرة ستكون لصالحه ،فليلقوا كل ما لديهم من وسائل السحر .واندفعوا في عمليةٍ إيحائيةٍ بالدور الموكل إليهم في الدعاية لربوبية فرعون ،وللتأكيد في وعي الجماهير أن قوته السحرية الخارقة هي التي تجلب الحظ ،وهي التي تحقق الغلبة لأتباعه ،تماماً كما يفعل العبيد مع أربابهم .وهكذا كانوا مستغرقين في أحلام القوة الذاتية من خلال ما يملكونه من عناصر الفن السحري ،وتمنيات الربح الوفير على المستوى المادي والمعنوي من خلال وعود فرعون لهم بالجائزة وبالقرب منه .وهنا كانت المفاجأة التي قلبت الأمور رأساً على عقب ،وأسقطت كل حساباتهم ،وهزمت كل قواعد السحر عنده ،لأن ما يرونه ليس سحراً ،ولكنه غيبٌ من الغيب الذي لا يملكه إلا الله