{أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً} وهو مكة وما حولها ،فقد جعله الله حرماً آمناً يأوي إليه الناس من كل مكان ،فيتعبدون ويتّجرون ويجتمعون من دون أن يخاف أحد على نفسه ،كما يشعر أهله بالحفظ والرعاية والخير الذي يأتيهم من ذلك{وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ} في ما كان يعيشه العرب من حالة استلابٍ وخطف في أوضاع الغزو التي يغير فيها بعضهم على بعض بالقتل والسلب والنهب والسبي ،بحيث لا يشعر أحد بالأمن في مكانه .فكيف يغفلون عن هذه النعمة العظيمة التي كانت هبةً من الله ،استجابةً لدعاء نبيه إبراهيم( ع ) ،ولا يشكرونها بالانفتاح على رسالته الله التي جاء بها محمد( ص ) ليخرجهم من الظلمات إلى النور ؟!
{أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ} في ما اتخذوه لأنفسهم من نهج الشرك في حياتهم العامة{وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ} في ما ابتعدوا به عن الأرض وعن الإيمان برسالته .