{لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أُنذِرَ آبَآؤُهُمْ} وهم قريش الذين كانوا يعيشون مع العرب المحيطين بهم في فراغٍ من الرسل ،فقد ابتعد عنهم عهد الرسالات ،وتحجَّرت العقلية الجاهلية الحاملة للشرك والوثنية في داخل شخصياتهم ،ما جعلهم يعيشون البعد النفسي عن جوّ الرسالة في مفاهيمها الروحية ،وفي خطها التوحيدي ،الأمر الذي يفرض على الرسول الكثير من الجهد والمعاناة في سبيل إيجادٍ ثغرةٍ فكريةٍ أو روحيةٍ في هذا الجدار الصلب المتحجر القائم في داخل نفوسهم ،الذي يمنعهم من قبول أيّة دعوةٍ مخالفةٍ لما يلتزمونه من خط الآباء والأجداد ،{فَهُمْ غَافِلُونَ} لأنهم ابتعدوا عن كل آفاق اليقظة في رحاب الرسالات ،الأمر الذي أفقدهم رؤية الاحتمال المضاد ،ليناقشوه في أنفسهم بما يهز قناعاتهم ،من خلال الشك الذي يوحي به الاحتمال ،وتتحرك به المناقشة ،فتتحرك الرسالة في هذا الجو ،لتستفيد من ذلك كله في تحرك عملية التغيير الداخلي في الفكر والشعور