قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَآ} فلم تكن الصورة في الرؤيا أنه يذبح ولده ،بل كانت هي أن يبدأ بالعملية بطريقةٍ إعدادية توحي بالجدِّية والانتهاء بها إلى نتيجتها الطبيعية ،كما أن الأمر الصادر من الله ليس أمراً جليّاً ،بل هو أمر امتحانيٌّ للاختبار ولإظهار الموقف الإسلامي البارز في حركة الإيمان بالله والاستسلام له بشكل صارخ ،في ما يتمثل به موقف إبراهيم وإسماعيل في التحرك نحو الامتثال ،ولم يكن هناك مصلحةً حقيقيّةٌ في ذبح إبراهيم لإسماعيل كفعلٍ معيّن في ذاته .و{إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} الجزاء الأحسن في الدنيا والآخرة بعد أن نبتليهم ابتلاءً شديداً ،ونمتحنهم في موقع الطاعة بالموقف الصعب ،فينجحون في الامتحان بفعل ما يُظهرونه من موقفٍ عظيم في الطاعة لله ،