{وَمَآ أَمْرُنَآ إِلاَّ واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} فليس الله بحاجةٍ إلى مقدّماتٍ وأسباب لإنجاز إرادته للأشياء ،لأن إرادته هي السبب في وجود الشيء على حسب الشروط التي يريدها للوجود ،فلا تتخلّف إرادته في التكوين عن وجود الأشياء ،ولعل التعبير بكلمة{كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} وارد على سبيل الكناية باعتبار أقرب لحظةٍ زمنيةٍ للوجود ،لتقريب الصورة بالصورة الحسيّة .وعلى ضوء ذلك ،فإن قيام الساعة لا يحتاج إلى كثير من التعقيدات في ما يتصوره هؤلاء المشركون الذين يجادلون فيها ،لأن المسألة هي أن يريد الله قيامها فتقوم دون حاجةٍ إلى وقتٍ طويلٍ أو سببٍ خارجيَ .