{اتَّخَذْواْ أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً} أي درعاً يتقون به من الأفكار الاتهامية التي يحملها المسلمون تجاههم ،فيعملون على تأكيد إخلاصهم وصدقهم ومزاعمهم بالأيمان الكاذبة ،للإيحاء بالموقف القوي الثابت الذي يقفونه ،وبالعمق الإيماني الذي يتمثلونه .وهكذا كان البسطاء من الناس يصدقونهم ،ويثقون بأيمانهم ،فينجذبون إليهم ،وينقادون لهم ،وينفِّذون مخططاتهم .
{فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ} وأبعدوا هؤلاء البسطاء الطيبين من المسلمين عن خط الاستقامة ،وقادوهم إلى مواقع الانحراف في متاهات الضلال التي يتحرك فيها الشيطان بكل حريةٍ في إضلال الناس وإبعادهم عن الله ،{فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} يسحق أوضاعهم الاستعراضية وزهوهم الاستكباري وتعاظم شخصياتهم ،ليواجهوا المهانة في العذاب يوم القيامة في مقابل الامتيازات الطارئة المنتفخة التي كانوا عليها في مواقف النفاق .