{وَلَوْلاَ أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاَءَ} في ما أراده لهم من حفظ نفوسهم ،بالإبقاء عليهم ،للمصلحة التي يعلمها في ذلك ،فقد كان لا يريد أن يبدأ معركة الإسلام معهم بمذبحة كبيرةٍ ،قد تثير اليهود الآخرين الذين كانوا لا يزالون على العهد محافظين على السلام ،بالرغم من أن هؤلاء قد قاموا بمحاولة اغتيال النبي محمد( ص ) ،ولهذا اكتفى بالحكم بالجلاء عن ديارهم في البداية ،ليكون ذلك بمثابة الدرس لكل الذين يحاولون القيام بنقض العهد مع النبي( ص ) ،ولولا ذلك{لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا} بالقتل والاستئصال ،كما فعل ذلك مع بني قريظة عندما نقضوا العهد ،لأن المصلحة كانت تفرض ذلك على أساس الخيانة الكبيرة في التحالف مع المشركين للهجوم على المدينة ،للقضاء على الإسلام والمسلمين في واقعة الأحزاب .
{وَلَهُمْ فِي الآخرةِ عَذَابُ النَّارِ} لتمردهم على الله ورسوله وخيانتهم للعهد .