{قُمِ اللّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً* نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً} في عبادة الله التي تعيش هدوء الليل الساجي الذي تصفو فيه الروح ،ويرقّ فيه القلب ،ويشرق فيه الفكر ،ويتروّح فيه الإحساس ،فترتفع الروح إلى الله في لقاءٍ روحيٍّ خاشعٍ يشد الإنسان إلى ربّه ،فيلتقي بمواقع رحمته ومواضع رضاه ،وينفتح على الإحساس بالقوّة بفضل الارتباط بالله صاحب القوّة المطلقة التي هي من صفات الله ،وهذا ما يشعر كل المتعبدين له ،والخاشعين له ،والمرتبطين بمواقع القرب في دينه ،بأنهم في مركز القوّة الكبير لاعتمادهم على مصدر القوّة لكل شيء يوحي بالقوّة في الدنيا على مستوى الوجود كله .
وقد كانت المهمة أن يقوم نصف الليل على أن تكون كلمة{نِّصْفَهُ} بدلاً من الليل ،أو ينقص منه شيئاً ،تبعاً للحالة الصحية أو نحوها التي تفرض عليه الحاجة إلى الراحة بالنوم وغيره ،