{ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً} في وضع خاص في الرحم تتعلق بجدرانه لتعيش وتستمد الغذاء ،فمن أين عاش السرَّ فيها ،وكيف استوعبت كل خصوصياته ،{فَخَلَقَ فَسَوَّى} من خلال رحلة النطفة المعقّدة بكل تفاصيل مسألة النمو الحيويّ التي رافقت عملية التحوّل إلى جنين كامل في كل أجهزته .
وهكذا تحوّلت الخليّة الواحدة إلى ذكر وأنثى ،ويبقى التساؤل عن ماهيّة الخصوصية البارزة في النطفة التي انطلق منها هذا التنوّع ،الذي جعل منها ذكراً في خصوصية الذكورة ،أو أنثى في خصوصية الأنوثة .هل كان هناك تدخّلٌ من أحدٍ ،أم أنه الله الذي أودع سرّ الأسرار في ذلك كله ،كما أبدع عمق السرّ في نموّ الإنسان وحركيته في رحلته من الحياة إلى الموت ؟إنه الله الذي خلق الخلق كله ودبّره في بداية وجوده ،وفي مقدمته الإنسان ،