{وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى} فلن تتحمل أيّة مسؤوليةٍ من خلال ابتعاده عن الخط المستقيم ،وتمرّده على تطلعات الروح إلى آفاق الطهارة وسماوات الصفاء ،لأنك لم تقصر في الإبلاغ ،ولم تدّخر أيّ جهدٍ في ما حرّكته من الوسائل التي تملكها ،وفي ما استخدمته من الأساليب التي تحرّكها في اتجاه التزكية للناس جميعاً .وقد سمعوا ذلك كله ،وأصرّوا على الاستكبار والتمرّد ،لا من موقع شبهةٍ ،ولكن من موقع القرار الذي أصدروه مع جماعتهم في عدم الاستجابة إليك .ولم يكن قدومهم إليك من أجل الهداية ،بل كان ذلكربّمامن أجل الضغط عليك بطريقتهم الخاصة ،لتترك الرسالة ،أو لتدخل معهم في حسابات التسويات ،لتقدم التنازلات ضد مصلحة الرسالة .وهذا ما يريد الله أن يعرّفك إيّاه من خلال ما يعلمه من خفايا هذا الإنسان وجماعته ،وما قد تعرفه من خلال تجربتك الحسية في المستقبل .