{وجاءت كل نفس معها سآئق وشهيد} جاءت يعني يوم القيامة كل نفس ،أي كل إنسان كل بشر .ويحتمل أن يكون معنى كل نفس من بني الإنسان ومن الجن أيضاً ،ممن يلزمون بالشرائع ،لأننا إن نظرنا إلى السياق وهو قوله:{ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه} الخ ..قلنا: المراد بالنفس هنا نفس الإنسان ،وإذا نظرنا إلى أن الشرائع تلزم الجن كما تلزم الإنس ،وأن الجن يحشرون يوم القيامة ،ويدخل مؤمنهم الجنة ،وكافرهم النار ،قلنا: إن هذا عام ،فالله أعلم بما أراد ،{معها سآئق} يسوقها{وشهيد} يشهد عليها بما عملت ،لأن هؤلاء الملائكة - عليهم الصلاة والسلام - قد وكلوا بكتابة أعمال بني آدم من خير وشر ،وكما سبق أنهم يكتبون كل شيء: الخير والشر واللغو ،لكن لا يحاسب الإنسان إلا على الخير أو الشر ،