ثم قال:{ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد} النافخ في الصور هو ملك ،وَكَّله الله تعالى به يسمى إسرافيل ،والنفخ في الصور نفختان:
الأولى: نفخة الصعق فيسبقها فزع ،ثم صعق .
والثانية: نفخة البعث .وبينهما أربعون ،وقد سئل أبو هريرة راوي الحديث: ما المراد بالأربعين ؟فقال: أبيت.أي أني لا أدري ما المراد بالأربعين التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم ،المهم أن المراد بقوله:{ونفخ في الصور} النفخة الثانية بدليل قوله:{ذلك يوم الوعيد} وهذا يعني أنه بهذه النفخة صار يوم القيامة الذي هو يوم الوعيد .
فإن قال قائل: يوم القيامة يوم الوعيد للكفار ،ويوم الوعد للمؤمنين ،فلماذا ذكر الله تعالى هنا الوعيد دون الوعد ؟
فالجواب: لأن السورة كلها مبدوءة بتكذيب المكذبين للرسول عليه الصلاة والسلام ،فناسب أن يغلب فيها جانب الوعيد{ق والقرءان المجيد بل عجبوا أن جاءهم منذر} إلخ ..فكان من الحكمة أن يذكر الوعيد دون الوعد ،ومع ذلك فقد ذكر الله تعالى أصحاب الجنة فيما بعد ،لأن القرآن مثاني .