عطف على{ وجاءت سكرة الموت بالحق}[ ق: 19] على تفسير الجمهور .فأما على تفسير الفخر فالجملة مستأنفة وصيغة المضيّ في قوله:{ ونُفِخ} مستعملة في معنى المضارع ،أي ينفخ في الصور فصيغ له المضي لتحقق وقوعه مثل قوله تعالى:{ أتى أمر الله فلا تستعجلوه}[ النحل: 1] ،والمشار إليه بذلك في قوله:{ ذلك يوم الوعيد} إذ أن ذلك الزمان الذي نفخ في الصور عنده هو يوم الوعيد .
والنفخ في الصور تقدم القول فيه عند قوله تعالى:{ وله الملك يوم ينفخ في الصور} في سورة الأنعام ( 73 ) .
وجملة{ ذلك يوم الوعيد} معترضة .والإشارة في قوله:{ ذلك يوم الوعيد} راجعة إلى النفع المأخوذ من فعل{ ونُفخ في الصور} .والإخبار عن النفخ بأنه{ يوم الوعيد} بتقدير مضاف ،أي ذلك حلول يوم الوعيد .وإضافة{ يوم} إلى{ الوعيد} من إضافة الشيء إلى ما يقع فيه ،أي يوم حصول الوعيد الذي كانوا تُوعِدوا به ،والاقتصار على ذكر الوعيد لما علمت من أن المقصود الأول من هذه الآية هم المشركون .وفي الكلام اكتفاء ،تقديره: ويوم الوعْد .