{ما يبدل القول لدى ومآ أنا بظلام للعبيد} .يعني لا أحد يستطيع أن يبدل قولي ؛لأن الحكم لله - عز وجل - وحده ،فإذا كان الله تعالى قد وعد فهو صادق الوعد سبحانه وتعالى ،وأما الإيعاد فقد يغفر ما شاء من الذنوب إلا الشرك{ومآ أنا بظلام للعبيد} يعني لست أظلم أحداً ،وكلمة ( ظلاَّم ) لا تظن أنها صيغة مبالغة ،وأن المعنى أني لست كثير الظلم ،بل هي من باب النسبة ،أي: لست بذي ظلم ،والدليل على أن هذا هو المعنى ،وأنه يتعين أن يكون هذا المعنى قوله تعالى:{إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنةً يضاعفها} ،ويقول - عز وجل -:{ومن يعمل من الصالحت وهو مؤمن فلا يخاف ظلماً ولا هضماً} .ويقول - عز وجل -:{ولا يظلم ربك أحدًا} .والآيات في هذا كثيرة ،أن الله لا يظلم ،بل إننا إذا تأملنا وجدنا أن فضل الله وإحسانه أكثر من عدله .جزاء سيئة سيئة مثلها ،وجزاء حسنة عشرة أمثالها ،ولو أردنا أن نأخذ بالعدل لكان السيئة بالسيئة ،والحسنة بالحسنة ،لكن فضل الله زائد على عدله - عز وجل - فهو سبحانه وتعالى يجزي بالفضل والإحسان لمن كان محسناً ،وبالعدل بدون زيادة لمن كان مسيئاً{ما يبدل القول لدى ومآ أنا بظلام للعبيد} .