{أم تسئلهم أجراً فهم من مغرم مثقلون} يعني بل أتسألهم ،والاستفهام هنا للنفي وكل ( أم ) هنا الاستفهام للنفي والتوبيخ ،يعني هل أنت يا محمد حين دعوتهم إلى الله - عز وجل - هل أنت تقول أعطوني أجراً مثقلاً كبيراً لا يستطيعونه حتى يردوك ،والجواب: لا ،قال الله تعالى:{قل مآ أسئلكم عليه من أجر ومآ أنآ من المتكلفين} .فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يقل لأي واحد: أعطني أجراً على دعوتي إياك ،بل هو صلى الله عليه وسلم يبذل المال ليؤلف القلوب ،كما أعطى المؤلفة قلوبهم من الأموال شيئاً عظيماً ،وليس يطلب من أحد أي عوض على ما جاء به من الرسالة ،واستدل بعض أهل العلم على أنه لا يجوز للإنسان أن يأخذ أجراً على تعليم العلم بمعنى مؤاجرة ،يقول الإنسان: لا أعلمك إلا بكذا وكذا ،لكن هذا فيه نظر ،لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله ».