{أفتمارونه على ما يرى} والاستفهام هنا للإنكار والتعجب ،ومعنى تمارونه أي: تجادلونه بقصد الغلبة ،لهذا عداها بعلى دون( في ) ،فلم يقل: ( أفتمارونه في ما يرى ) بل قال{على ما يرى} ،إشارة إلى أن الفعل ضمن معنى المغالبة ،أي أفتجادلونه تريدون أن تغلبوه على ما يرى ،أي: على شيء رآه ،ولكنه عبر عن الماضي بالمضارع إشارة إلى استحضار هذا الشيء ،وأنه عليه الصلاة والسلام حين أخبر به كأنما يراه الآن ،لأن الإنسان إذا حدث عن ماضي فربما يقول قائل: لعله نسي فأخطأ ،ولكن إذا عبر بالمضارع صار كأنه يتحدث عن شيء هو يشاهده ،فالمعنى على ما رأى من قبل ،ولكن عبر عمّا رأى من قبل بالمضارع لحكمة بالغة ،والحكمة البالغة ،حيث تكون تعبيرات القرآن الكريم إذا عبر بخلاف ما يتوقع فلابد أن يكون هناك حكمة تظهر للمتأمل