{ولقد رءاه نزلةً أخرى} رآه الفاعل محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،والمفعول به جبريل ،أي رأى محمدٌ جبريلَ{نزلةً أخرى} ،أي: مرة أخرى حين نزل ،والمرة الأولى رأى الرسولُ عليه الصلاة والسلام جبريلَ وهو في غار حراء ،رآه على خلقته التي كان عليها ،رآه وله ستمائة جناح قد سد الأفق ،كل الأفق الذي حول الرسول عليه الصلاة والسلام في حراء انسد من أجنحة هذا الملك الكريم ، وهذا يدل على عظمته ،ولهذا وصفه الله أنه ذو قوة عند ذي العرش مكين ،وبأنه ذو مرة أي هيئة حسنة كما سبق في هذه السورة ،والمرة الثانية: في السماء فوق السماء ،فتارة رآه من تحت السماء من فوق الأرض ،وتارة من فوق السماء ،ولهذا قال:{ولقد رءاه نزلةً أخرى} أي مرة أخرى