أي إن كنتم تجحدون رؤيته جبريل في الأرض فلقد رآه رؤية أعظم منها إذ رآه في العالم العلوي مصاحِباً ،فهذا من الترقي في بيان مراتب الوحي ،والعطف عطف قصة على قصة ابتدىء بالأضعف وعقب بالأقوى .
فتأكيد الكلام بلام القسم وحرف التحقيق لأجل ما في هذا الخبر من الغرابة من حيث هو قد رأى جبريل ومن حيث أنه عَرج به إلى السماء ومن الأهمية من حيث هو دال على عظيم منزلة محمد صلى الله عليه وسلم فضمير الرفع في{ رءاه} عائد إلى{ صاحبكم}[ النجم: 2] ،وضمير النصب عائد إلى جبريل .
و{ نزلة} فَعلة من النزول فهو مصدر دال على المرة: أي في مكان آخر من النزول الذي هو الحلول في المكان ،ووصفها ب{ أخرى} بالنسبة لما في قوله:{ ثم دنا فتدلى}[ النجم: 8] فإن التدلِّي نزول بالمكان الذي بلغ إليه .
وانتصاب{ نزلة} على نزع الخافض ،أو على النيابة عن ظرف المكان ،أو على حذف مضاف بتقدير: وقت نزلة أخرى ،فتكون نائباً عن ظرف الزمان .