وقوله:{ عند سدرة المنتهى} متعلق ب{ رءاه} .وخُصت بالذكر رؤيته عند سدرة المنتهى لعظيم شرف المكان بما حصل عنده من آيات ربه الكبرى ولأنها منتهى العروج في مراتب الكرامة .
و{ سدرة المنتهى}: اسْم أطلقه القرآن على مكان علوي فوق السماء السابعة ،وقد ورد التصريح بها في حديث المعراج من الصحاح عن جمع من الصحابة .
ولعله شُبه ذلك المكان بالسدرة التي هي واحدة شجر السدر إما في صفة تفرعه ،وإما في كونه حداً انتهى إليه قرب النبي صلى الله عليه وسلم إلى موضع لم يبلغه قبله ملَك .ولعله مبني على اصطلاح عندهم بأن يجعلوا في حدود البقاع سدراً .
وإضافة{ سدرة} إلى{ المنتهى} يجوز أن تكون إضافة بيانية .ويجوز كونها لتعريف السدرة بمكان ينتهي إليه لا يتجاوزه أحد لأن ما وراءه لا تطيقه المخلوقات .
والسدرة: واحدة السدر وهو شجر النبق قالوا: ويختص بثلاثة أوصاف: ظل مديد ،وطعم لذيذ ،ورائحة ذكية ،فجعلت السدرة مثلاً لذلك المكان كما جُعلت النخلة مثلاً للمؤمِن .
وفي قوله:{ ما يغشى} إبهام للتفخيم الإجمالي وأنه تضيق عنه عبارات الوصف في اللغة .