{ما زاغ البصر وما طغى} البصر بصر النبي صلى الله عليه وسلم ،يقول العلماء:{زاغ} أي انحرف يميناً وشمالاً ،{وما طغى} أي: تجاوز أمامه ،فالرسول صلى الله عليه وسلم كان على كمال الأدب في هذا المقام العظيم ،لم يلتفت يميناً وشمالاً ،ولم يتقدم بصره أكثر مما أذن له فيه ،وهذا من كمال أدبه عليه الصلاة والسلام ،وجرت العادة أن الإنسان إذا دخل منزلاً غريباً تجده ينظر يميناً وشمالاً في هذا المنزل ،وخصوصاً إذا تغير تغيراً عظيماً في هذه اللحظة ،لابد أن ينظر ما الذي حدث ،لكن لكمال أدب النبي صلى الله عليه وسلم ورباطة جأشه صلوات الله وسلامه عليه وتحمله ما لا يتحمله بشر سواه صار في هذا الأدب العظيم ،ولهذا قال تعالى عنه:{وإنك لعلى خلق عظيم} .