/م1
المفردات:
ما زاغ البصر: ما عدل عن رؤية العجائب التي أُمر برؤيتها ،وتمكنّ منها ،وما ما مال يمينا ولا شمالا .
وما طغى: ما جاوز ما أُمر به .
التفسير:
17-{مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} .
زاغ: نظر يمينا وشمالا ،وطغى: جاوز الحدّ ،أي: ما مال بصر النبي صلى الله عليه وسلم يمينا ولا شمالا ،وما تجاوز الحدّ ،وما تطلع إلى رؤية شيء لم يؤذن له برؤيته ،بل كان في سمت المتقين ،وأدب المرسلين ،ويقين الصدِّيقين ،ورضا المحبين ،فانطلق في طريقه قانعا بما أذن له به ربّه من التكريم والتعظيم والفضل العميم .
حيث رأى جبريل على صورته الحقيقية ،وسائر عجائب الملكوت ،وهذا كقوله تعالى:{لنرُيَهُ مِنْ آياتنا ...}( الإسراء: 1 ) .
وقد رأى ما تتحيَّر العقول في إدراكه ،كما قال القائل:
رأى جنة المأوى وما فوقها ولو *** رأى غيره ما قد رآه لتاها