{تنزع الناس} أي: تأخذهم بشدة وقوة وترفعهم إلى السماء - نسأل الله العافية - حتى قال بعضهم: ترفعهم حتى يغيب الإنسان عن الرؤية من علوه ،ثم تطرحه في الأرض ،وإذا سقطوا على الأرض سقطوا على أم رؤوسهم ثم انفصل الرأس عن الجسد من شدة الصدمة ،تنزع الناس{كأنهم} في حال سقوطهم الأرض{أعجاز نخل منقعر} ،أعجاز أي أصول ،والنخل معروف ،والمنقعر الساقط من أصله ،يعني كأنهم نخل سقط من أصله بقيت جثته ،وصاروا كأعواد النخل ؛لأنه ليس لهم رؤوس على ما قال المفسرون ،حيث إن رؤوسهم انفصلت من شدة الصدمة ،فسبحان القوي العزيز ،هؤلاء القوم الأشداء الأقوياء وصلوا إلى هذه الحال بريح من عند الله - عز وجل - تنزع الناس:{كأنهم أعجاز نخل منقعر} .
وهنا قال الله تعالى:{كأنهم أعجاز نخل منقعر} ،وفي الحاقة قال تعالى:{كأنهم أعجاز نخل خاوية} ،والمعنى متقارب ،لكن من بلاغة القرآن أن يجري الكلام فيه على نسق واحد ،فهناك{كأنهم أعجاز نخل خاوية} مناسب للفواصل التي في الحاقة ،أما هنا{كأنهم أعجاز نخل منقعر} مناسب للفواصل التي في سورة القمر ،لأن تناسب الكلام واتساقه من كمال بلاغته